150 يوماً … جوعٌ وقتلٌ وتدميرٌ وإبادةٌ والعالم يتفرّج!!!

97

كتب عوني الكعكي:

150 يوماً نقداً وعدّاً وإسرائيل تمارس أقسى وأشد أنواع التدمير، وبجميع أنواع الأسلحة المدمّرة والحديثة.. وكأنّ غزّة هي حقل تجارب لإسرائيل تستخدم فيه الأسلحة الثقيلة التي أعطتها إياها أميركا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا.. كل هذا ولم تكتفِ إسرائيل بالقتل والتدمير ومحاولة إبادة الشعب الفلسطيني بأكمله.. بل تعدّى ذلك الى شنّ حرب تجويع ممنهجة.

منذ عدّة أيام، قام الملك الأردني عبدالله بن الحسين، بإرسال مساعدات غذائية عن طريق الإنزال من الطائرات، والغريب انه كان يشرف على العملية شخصياً، وقد بثّ عدد كبير من الفيديوات على مواقع «السوشيال ميديا» هذه المناظر.

يبدو ان ضمير الرئيس الأميركي تحرّك فقرّر إرسال مساعدات غذائية الى غزّة.. وبالفعل فقد بدأت الطائرات الأميركية بحملة إنزال المساعدات الى أهل غزّة، ولكن نتساءل: لماذا جاء الفعل متأخراً ومتى تمّ؟ أبعد تدمير غزّة وقتل أكثر من 30 ألف مواطن بريء معظمهم من الأطفال بنسبة %30 والنساء بنسبة %20 وكبار السن %20، وتشريد مليون و500 ألف مواطن فلسطيني من بيوتهم، والطلب منهم الذهاب الى رفح.. وإسرائيل تخطط الآن وبمساندة أميركية لاجتياح رفح، وكأنّ إسرائيل لا يكفيها ما ارتكبته من جرائم والتي أحيل قسم كبير منها الى المحكمة الدولية التي انعقدت في لاهاي، وكأنّ كل هذا لا يكفي إسرائيل… إذ صرّحت بعد المجزرة التي ارتكبتها في غزّة اثناء توزيع مواد غذائية حيث قتل مائة فلسطيني من أجل الحصول على طعام.

الغريب العجيب، والفجور الاسرائيلي والكذب برز في البيان الذي صدر عن مصدر حكومي إسرائيلي رفيع المستوى ان الذي حصل اثناء التجمع للحصول على الطعام ليس اعتداء إسرائيلي بل ان الفلسطينيين كان يتدافعون للحصول على الخبز وهذا الذي أدى الى كارثة… والحقيقة ان الجميع قتلوا بالرصاص الاسرائيلي، وإسرائيل تكذب وتقول إنّ الذي حصل هو تدافع بين الفلسطينيين من أجل الحصول على الخبز.

اما في ما يتعلق بالموقف الاميركي العجيب الغريب فيكفي ما فعله الضابط الطيّار الاميركي الذي حرق نفسه واسمه آرون بوشنيل حين أشعل النار في جسده أمام السفارة الاسرائيلية في واشنطن احتجاجاً على العدوان الاسرائيلي على غزة وهو يهتف «تحيا فلسطين».

هذا بالاضافة الى التظاهرات التي تقوم في كل الولايات دعماً للفلسطينيين.. والغريب العجيب ان الشعب الاميركي بشكل عام أبدى تعاطفاً كبيراً مع الفلسطينيين واستياء من أعمال إسرائيل بالقتل والتعذيب والإبادة.

وهنا لا بد من القول إنّ الرئيس الاميركي الذي يتظاهر بأنه متحمّس للوصول الى هدنة في غزّة الآن… فلو انه أراد فعلاً الضغط على إسرائيل لتوقف النار لما استمر في تقديم المساعدات المالية والعسكرية.. وسيرى ان إسرائيل خلال أيام قليلة ستقول له: أمرك سيدي.

نعود الى قضية إنزال المساعدات الاميركية على غزّة، والتي جاءت متأخرة جداً… فإنها لم تحصل لولا الضغط الداخلي على إدارة جو بايدن والرأي العام العالمي.

لقد قال السيناتور الأميركي بيرني ساندرز، إنه لا يمكن للولايات المتحدة الاستمرار في تمويل آلة حرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وأضاف وهو سيناتور مستقل متحالف مع أعضاء في الحزب الديموقراطي، عبر منصة «اكس» إنّ الأطفال يتضوّرون جوعاً في غزّة، وبدلاً من فتح المعابر، يفتح الجنود الاسرائيليون النار على الذين يحاولون الحصول على الطعام من الشاحنات. وقد تجاوزت حصيلة القتلى جرّاء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزّة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 الـ 30 ألفاً.

وقال: إنّ مئات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين على حافة المجاعة. داعياً بلاده الى التدخّل فوراً، وتقديم المساعدات مباشرة الى المحتاجين من خلال عمليات إسقاط جوّي أحادية الجانب إذا لزم الأمر.

هذه المناشدة لإيقاف تزويد إسرائيل بالسلاح الاميركي دليل على ان جو بايدن رضخ لضغوطات شديدة في عملية الإنزال.. ولكن أخيراً قامت الولايات المتحدة وللمرّة الأولى، يوم السبت الماضي، بإسقاط مساعدات جوّية على غزّة في محاولة للتخفيف من الأزمة الانسانية المتصاعدة. وفيما يلي أبرز المعلومات عن عمليات الإنزال هذه على القطاع:

أولاً: شمل إسقاط المساعدات 38 ألف وجبة تم إسقاطها من ثلاث طائرات أميركية من طراز C-130 في 66 حزمة على طول ساحل غزّة وفقاً للقيادة المركزية الأميركية في جهد مشترك مع الجيش الأردني، في حين قال البيت الابيض إنّ المزيد سيتبع. وقال مسؤول رفيع في الادارة إنّ الولايات المتحدة شاهدت مدنيين يقتربون ويوزعون بعض المساعدات.

ثانياً: الولايات المتحدة هي الأحدث من بين العديد من الدول التي أنزلت مساعدات. في السابق قامت الاردن ومصر والامارات وقطر والمملكة المتحدة وفرنسا بتسليم الامدادات الانسانية عبر عمليات إنزال جوّية.

وقال الجيش الأردني إنّ طائرات أردنية قامت بعمليتي إنزال أخريين كجزء من المهمة الاميركية السبت.

ثالثاً: عملية الإنزال هذه، وحسب المصادر الاميركية، تمّت مع إسرائيل، لأنّ إسرائيل، وحسب تلك المصادر- تسيطر على المجال الجوّي فوق غزّة. لذا فإنّ أي جهود لإسقاط المساعدات تتطلب التنسيق مع السلطات الاسرائيلية.

إلى ذلك، قال الجيش الاميركي إنه نفّذ يوم السبت أوّل عملية إسقاط جوّي للمساعدات الانسانية على غزّة، وذلك بعد واقعة مقتل حوالى مائة فلسطيني كانوا يصطفون للحصول على الطعام والتي سلطت الضوء على كارثة إنسانية متعمّدة في القطاع المكتظ بالسكان.

وأضاف مسؤول أميركي كبير: إنّ عمليات الاسقاط الجوّي جرت فوق جنوب غربي غزّة وبلدة المواصي.

هذا، وتقاوم إسرائيل منذ شهور دعوات أميركية بالسماح بدخول المزيد من المساعدات الى غزّة.

وقال خبراء إنّ الاضطرار الى عمليات الانزال الجوّي المكلفة وغير الفعالة هو أحدث دليل على ضعف تأثير واشنطن على إسرائيل التي تواصل حربها مع حركة حماس، وتمدّ واشنطن إسرائيل بالسلاح وتعتبرها من أقرب حلفائها في المنطقة.

وكانت غزّة تعتمد قبل الحرب على دخول 500 شاحنة محمّلة بالامدادات يومياً.

aounikaaki@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.